كثيـراً مانجـد فلسفة الرفق بالحيـوان يعيشهـا جُحا وحمـاره , ولكن هل فعلا كان دائم رفيقا بهذا الحمار . . أم أنه كان يؤذيه . .
فقد حمـل حماره ذات يوم هشيمًا يابساً , ثم قال في نفسه : لأنظر هل يلتهب هذا الهشيم أم لا . . ثـم أخذ قطعه نار وقربهـا من الهشيم الذي على ظهر الحمـار . .
وكان الهواء شديـداً ، والريـاح قوية . . النار في الهشيم ، واندلـع لسان اللهب . . وصارت شعلة من النار فوق ظهر الحمار المسكين . . فراح الحمار يقوم ويقعد , وينهـق لشدة الحرارة فوق ظهره . . فلما رأى جحا أنه لا يمكنه اللحاق بالحمار أو الاقتراب منه ، أو إنقاذه . .
صـرخ يه بصوتِ عال , وقال : إذا كان لديك عقل فأرضك للبُحيّرة !!
من حكايات جحا
جحا و الحمار
ذهب جحا إلى السوق واشترى حماراً وربطه بحبل
ومشى وسحبه وراءه، فتبعه لصّان ، وحلّ واحد منهما الحبل
ووضعه حول عنقه وهرب الآخر بالحمار وجحا لا يدري،
ثم التفت خلفه فوجد إنساناً مربوطاً في الحبل فتعجب وقال
له: أين الحمار؟ فقال: أنا هو،
فقال جحا: وكيف حصل هذا؟
قال اللص: كنت عاقاً لوالدتي فدعت الله أن يمسخني حماراً.
فلما أصبح الصباح قمت من نومي فوجدت نفسي
ممسوخاً حماراً فذهبت إلى السوق وباعتني للرجل الذي
اشتريتني منه، والآن أحمد الله لأن أمي رضيت علي،
فعدت آدمياً،.
فقال جحا: لا حول ولا قوة إلا بالله، وكيف كنت سأستخدمك
وأنت آدمي اذهب إلى حال سبيلك.
وحلّ الحبل من حول عنقه وهو يقول له:
ـ إياك أن تغضب أمك مرّة أخرى، والله يعوضني خيراً.
وفي الأسبوع الثاني ذهب جحا إلى السوق ليشتري
حماراً فوجد حماره الذي اشتراه من قبل فتقدم
إليه وجعل
فمه في أذنه
وقال له : يا شؤم عدت إلى عقوق أمك.
ألم أقل لك لا تغضبها ؟ إنك تستحق ما حلّ بك.
يا حمار
*****
***